..اما كفى يا بنو ديني أمتي ذبحا بالعراق والعراقيين
تناسيتم في غمرة عمالتكم القبيحه ان زوال الحال من المحال
بل تناسيتم بما بشر الله تعالى من يتعاون مــــع ألد أعداءه وأعداء الديـــــــن والانسان والحيوان وحتى الارض.....
الايام حبلـــــــى و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مصيباً عندما طالب الكويتيين بالتوقف عن استفزاز جيرانهم، وخصوصاً العراقيين، اذا كانوا يريدون العيش بسلام، وذلك اثناء الحديث الذي ادلي به الي محطة العربية الفضائية قبل ثلاثة ايام. فاللافت ان هؤلاء اصبحوا خبراء في استعداء العرب، وتكريههم في شيء اسمه الكويت، سواء من خلال التصريحات الاستفزازية او الحملات الاعلامية المتسمة بالغرور والاستعلاء.
نحن هنا لا نقصد كل الكويتيين، ونعترف ان هناك نسبة كبيرة من ابناء الكويت تشعر باستياء من جراء نتائج مثل هذه التوجهات الشوفينية، وما زالت تري في الكويت بلداً عربياً اسلامياً، كان دائما يقف بصلابة الي جانب قضايا امته وعقيدته، ولكن الاقلية الجاهلة المتغطرسة التي تعتقد ان العلاقة الخاصة مع امريكا تكفيها عن اي علاقات طيبة مع دول الجوار، وتعطيها الحق في الاساءة الي الاخرين، استناداً الي الدبابات الامريكية.
امريكا حررت الكويت فعلا، ولا جدال في ذلك، ولكن هذه الحماية الامريكية مؤقتة وليست ابدية، وحتي لو كانت ابدية، فان الجيوش الامريكية يمكن ان تحمي البلاد من عدوان خارجي، ولكنها لا يمكن ان تحميها من تفجيرات داخلية، والا لحمت امريكا نفسها من هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، وهي القوة الاعظم في التاريخ.
فعندما تقول صحيفة عراقية ان اشد الناس عداوة للعراقيين هم الصهاينة والكويتيون فان اصحاب القرار في الكويت يجب ان يقلقوا، وان يراجعوا سياساتهم التي اوصلت الأمور الي هذه الهاوية، لان غياب المراجعة ربما يقود الي عواقب وخيمة جدا في المستقبل القريب، علي امن البلاد واستقرارها. فهذه الصحيفة تصدر في زمن بغداد بريمر وليس في زمن صدام حسين، وتتزامن افتتاحيتها هذه مع تصريحات ادلي بها محسن عبد الحميد رئيس المجلس الانتقالي العراقي يطالب فيها باسترجاع الكويت باعتبارها جزءاً من العراق، وان المسألة مسألة توقيت لا اكثر ولا اقل.
يجب ان يسأل الكويتيون انفسهم عن اسباب الكراهية المتفاقمة تجاههم في الوطن العربي، وفي العالم الاسلامي،
وبالذات في العراق الذي طالما تباهوا بالمشاركة في تحريره مع القوات الامريكية.
يجب ان يسأل الكويتيون انفسهم عن اسباب تعرض الفريق الذي ذهب لاستعادة رفات الاسري الكويتيين في مقبرتهم في كربلاء الي الضرب والشتائم وتكسير السيارات، مما اضطرالوفد الي العودة دون هذه الرفات.
وعلينا ان نتخيل ما كان يمكن ان يحدث لهذا الوفد الكويتي لو ذهب الي الفلوجة او بعقوبة او الموصل، حيث اماكن تواجد قواعد المقاومة للاحتلال الامريكي.
فلتستمر الحكومة الكويتية في هذه السياسات الاستفزازية، ولتواصل الصحافة الكويتية حملات الردح التي تشنها ضد العراقيين الشرفاء، وتزيين وجه الاحتلال الامريكي القبيح، والتهجم علي رموز المقاومة العراقية الاسلامية ووصفهم بالارهابيين، فمثل هذه السياسات والمواقف المتغطرسة والجاهلة هي التي قادت الي احتلال الكويت، وهي التي ستقود في المستقبل القريب الي زعزعة استقرارها وامنها. وليتذكر الكويتيون المؤمنون بهذه السياسات ان بينهم وبين العراق اقل من ستين كيلومتراً فقط.